ننشر اليكم الان على جريدة القناة نيوز الاخباري الان كتابة افضل موضوع تعبير عن الام وحنانها ,انشاء عن عيد الام قصير ومختصر بالعناصر.وأمك ثم أمك ثم امك، ثم أبوك، لم يكن هذا الحديث من فراغ، بل لأنها هي الأم لا تقدر بثمن ولا يعوّض جهدها بجهدٍ أو مال، هي التي إن طال الزمان أو قصر لن تستطيع أن توفيها كامل حقها مهما اجتهدت. قال الشاعر قديمًا الأم مدرسةٌ، وأنا أقول ليس مدرسة بل جامعة بل معهد أبحاث بل كل شيء لا تستطيعُ أن تصفه بالكلمات , الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
موضوع تعبير عن الام وحنانها ,انشاء عن عيد الام قصير ومختصر بالعناصر
زلعل الكتابة في التعبير عن الأم مسألة سامية عظيمة لها ما لها، وعليها ما عليها، فإن الأم هي الأصل الذي يبدأ منه وعليه ارتكاز بناء كل كتلة المجتمع والأسرة والدولة والوطن، فهي الحاضن للرجال، وهي مربية الأجيال الصاعدة، فهي كل المجتمع إذ الأصل في وجود الرجال وتربيتهم ليكونوا رجالا، وهي نصفه الآخر من النساء بالعمل على تقديم الخير لمجتمعها وأسرتها والعالم كله.
الأم كلمة يحويها من الجمال ما لا يحوي غيرها معه، ولا يضاهي في وصفها أمر من الحياة آخر نستطيع الإرتكاز عليه غيرها، فالجنة تحت أقدامها، وجنة الدنيا بين ضلوعها وأطرافها، إنها سر الوجود الذي حملنا في جسده ورعانا باللطف وتحمل ألمنا وألم ولادتنا، وكانت الحنونة على بقاءنا وادامة حياتنا حتى أصبحنا بهذه القوة التي نحن عليها، فسهرها الطويل طول تلك الليالي لأجلنا، وكل ذلك الذي قدمته من أجل أن نحييا حياة سعيدة آمنة لا نخاف من البرد ولا الجوع ولا الضياع، فساعدتنا للوصول إلى بر الأمان في الدنيا والأخرة، كيف لا وهي سر الوجود الأعظم الذي رافق قلوبنا منذ تلك النعومة التي كانت بأجسادنا، حتى قوي ذلك الجسد وأصبح قادرا على العطاء والإنتاج، فهي المنشأ لهذا الجسم الذي تكونت خلاياه من طعامها ومن دمها، وتلك العظام التي آلمتها وهو ينمو ويكبر يوما بعد يوم في بطنها، ولتلك اللحظة التي شعرت بألم يفوق تكسر عظام الإنسان عظمة عظمة لتخرجه إلى نور الحياة، ابنها وفلذة كبدها ودنيتها، لترعاه فتطعمه حليبا سائغا مما تأكل وتطعم نفسها لتدعه يشعر بالامتلاء والشبع، وتسهر الليل على راحته لتجعله الأسعد والأكثر راحة في الدنيا، فتطعمه وتحضنه وتدلله في نومه، وتدفئه من البرد وتنفخ عليه من ريحها البارد؛ ليذهب عنه شر الحر وحماوة اليوم، حتى يصبح ما يصبح في سن رشده وقوته.
إنها الأم التي تغفر ما بدر من ابنها وتسامحه وتعفو عنه، إنها الأم التي لا تطلب من ابنها غير أن يكون سعيدا حتى لو كان على حساب سعادتها ويومها وليلها، إنها الأم التي تستعد أن تفدي روحها بدلا عنه وتدفع دمها لتحميه وتحافظ عليه، إنه القلب الذي لا يخذل أبدا في حبه، إنه الحب الأسمى والقلب الأعذب والرحيق الأطيب، إنها الأم التي تسهر وتربي وترعى وتكبر، إنها الأم التي ترحم وتدلل وتعطف، في قلبها كل الحب ومنها انبثق جمال العالم في الدنيا، وفي الجنة هي السحر والممر الأوحد للعبور إلى الجنة، فمن كانت له أم فليحفظ عهدها ولا يحزنها أبدا، فإنها سر الجنة وبوابتها الأولى والأقوى والأمتن، إنها الجنة في الآخرة وجنة الحب والرحمة والطيبة في الدنيا، لا ينسى فضلها ولا يستطيع أحد مكافئتها عليه، فقط تذكر بأنها الأم لتشعر بحجم عطائها عليك.
لو سألت أحدهم ماذا تقول لأمك في كلمة؟ سيقول كلمة لا توفيها ولكن إن كان ولا بد فهي أحبك، ومن لا يحب أمه يافتى. أمك هي تلك الأنثى التي كانت يومًا من الأيام صغيرة وتحلم أن تكبر وتتزوج وتنجب أولادها تلاعبهم وترعاهم وتشتري لهم أجمل الثياب والأشياء والألعاب، حتى إذا كان زواجها وكنت في أحشائها تأكل من طعامها الذي يأتيك مهضومًا وجاهزًا، وتكبر يومًا بعد يوم، وتشعر أمك من ثِقل بطنها بخنقةٍ في صدرها تحول بينها وبين أن تتنفس، وتكبر أنت في رحمها، حتى تأتي ساعة أن تلقاك بعد ان كلمتك كثيرًا ومسحت على جسدك إذ تتحرك في بطنها مشاكسًا، وتأتي أنت على الدنيا بعد أن توجعها وجعًا هو الثاني على مستوى الوجع بعد الحرق حيًا، تأتي حتى إذا رأتك تبسّمت وبكت وبدأت تستجمع قواها شيئًا فشيئًا حتى تقوى على رعايتك في دنياكَ التي أقبلت إليها.
وتبدأ رحلة جديدة لك مع امك، ترعاك ليل نهار، تخاف عليك من النسمةِ الرقيقة، تُكابد السهر إذا مرضت، وتشعر بالراحة إن شُفيت، تفكر ليل نهار إن ضاق عليها العيش كيف ستطعم أبناءها، تود لو أنها تقتطع من لحمها كي تطعمك، تجعلك تكبر وتكبر، تعلّمك الحروف الأولى كما علّمتك الخطوات الأولى، وتسير أنت في الحياة وتكبر، ويكبر حلم أمّك فيك أكثر، تنظر إليك وأنت الطفل العائد من المدرسة وتبتسم، وتنظر إليك وأنت الشاب الذي يتحدث عن المستقبل وتبتسم، وتنظر إليك وأنت تتأهل للزواج وتبتسم وتبكي فرحًا لما آل إليه ابنها، وتنتظر أحفادك لتعيد لنفسها ذكرياتٍ كان محورها أنت، أنت الطفل وهي الأم، وأنت طفلٌ في عينها مهما كبرت، طفلٌ استبدل حليب الأطفال بالقهوة.
قد تتصادم أفكارك يومًا مع أفكار أمك، لكن راجع نفسك كثيرًا واعلم أنها أمك التي أنجبتك، هي التي جعلت لوجهك فرصة أن يرى هذه الحياة، فاحرص على برّها ما استطعت واخشَ من فقدانها فإنك إن فقدتها لن تعوضها بكل مال وأهل الأرض. في الحديث الذي ورد عن صحابي كان يحمل أمه يطوف بها حول الكعبة فكانت تبول عليه، فقال للنبي عليه السلام هل أوفيت حقها؟ قال ولا بطلقة من طلقاتها! ولا بطلقة!! فكيف بالطلقات والآهات والسهر؟ اللهم احفظ امهاتنا جميعًا وارحم الأموات منهم وأسكنهم فسيح الجنان.