في ذكرى الثورة التحريرية المجيدة، أصدرت الجزائر قرارًا بالعفو الرئاسي عن آلاف السجناء في خطوة تعكس الروح التصالحية والإنسانية للدولة. في الأول من نوفمبر 2024، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن عفو يشمل أكثر من 4,000 سجين، بالتزامن مع احتفالات الذكرى السبعين لاندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. يأتي هذا العفو كجزء من المبادرات المستمرة التي تتخذها الحكومة لتخفيف الاكتظاظ في السجون وتعزيز قيم التسامح في المجتمع الجزائري.
دوافع قرار العفو الرئاسي
تعتبر المناسبات الوطنية في الجزائر فرصة ملائمة لاتخاذ مثل هذه القرارات، حيث تنظر الحكومة إلى العفو كوسيلة لدعم الاستقرار الاجتماعي ولمّ شمل الأسر. كما أن هذه الخطوة تعكس حرص الدولة على إعادة تأهيل السجناء ودمجهم مجددًا في المجتمع كأفراد منتجين.
أقرأ ايضــا..
الفئات المستثناة من العفو الرئاسي
- كل من ارتكب جرائم الإرهاب والقتل.
- قضايا التجسس والهروب والمؤامرات ضد سيادة الوطن.
- كما يتم استثناء قضايا تزوير الوثائق الرسمية والعمومية من العفو.
- قضايا الانتحال، الضرب المتعمد الذي يحدث عاهة.
شمولية القرار وفئات المستفيدين
شمل العفو الرئاسي فئات مختلفة من السجناء، بما في ذلك الأفراد الذين أثبتوا حسن سلوكهم أثناء فترة العقوبة، والمحبوسين الذين اجتازوا برامج التعليم والتكوين داخل السجون، وهو ما يعكس اهتمام الحكومة بتحقيق التغيير الإيجابي للسجناء من خلال التعليم. استفاد أيضًا بعض السجناء ممن تبقى لهم فترات قصيرة لقضاء عقوباتهم، مما يسمح لهم بالعودة إلى حياتهم وأسرهم في أقرب وقت.
اسماء العفو الرئاسي عن السجناء
وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مرسومين رئاسيين يتضمنان إصدار عفو عن أكثر من 4000 سجين، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، ويشمل المرسوم الأول العفو عن المسجونين في قضايا القانون العام، بينما يتعلق المرسوم الثاني بالعفو عن المحكوم عليهم في قضايا تتعلق بالإخلال بالنظام العام.
أبعاد اجتماعية وإنسانية
يشكل هذا القرار بادرة أمل جديدة لعائلات السجناء، الذين يتطلعون لرؤية أحبائهم ينالون فرصة ثانية للاندماج في المجتمع. وقد عبر العديد من المواطنين عن رضاهم عن هذه المبادرة الإنسانية التي تعزز تماسك المجتمع الجزائري، خصوصاً في مناسبة وطنية تجمع الشعب الجزائري على قيم التضامن والوحدة.
احتفالات ومراسيم وطنية
تزامنًا مع هذا القرار، شهدت الجزائر فعاليات متعددة احتفاءً بذكرى الثورة التحريرية. ترأس الرئيس تبون مراسم احتفالية حضرها العديد من الشخصيات الوطنية والأجنبية، وتضمنت كلمات تمجد نضال الشعب الجزائري وتضحياته من أجل الاستقلال
.
يتجسد قرار العفو الرئاسي كتذكير دائم بالتزام الجزائر بمبادئها الإنسانية، ومساعيها لتعزيز السلم المجتمعي في البلاد.